-A +A
خالد السليمان
تألمت كثيرا وأنا أقرأ قصة الطفلين رغد وفهد، اللذين ولدا في قرية الشريعة بمحافظة بيش بفكين ملتصقين منعاهما من القدرة على مضغ الطعام، مما جعل السوائل غذاءهما الوحيد وأفقدهما القدرة على الكلام، كما أن الضغوط النفسية حالت دون استمرار حصولهما على التعليم بسبب ما واجهاه من حرج في المدرسة !

ومما زاد الألم أن حالة أسرتهما المادية حالت دون حصولهما على العلاج المناسب في مدينة الرياض، وهو عذر غير مقبول في بلد قدم المساعدة الطبية والجراحية للكثير من الحالات الصحية التي تم استضافة أصحابها من مختلف بقاع الأرض، وتحمل نفقات متطلبات الرعاية الصحية مدى الحياة، كما هو حاصل في حالات فصل التوائم، ومجتمع عرف بالتكافل وإيثار الخير والعطاء !


ولا أعلم عن مدى تقصير أسرة الطفلين في طلب المساعدة، لكنني أعلم أن الدولة لا تدخر وسعا في تقديمها، كما أن المبادرات الإنسانية سواء المؤسسية أو الفردية حضرت دائما في العديد من المواقف والحالات المشابهة، لكن أي عتب اليوم ليس مهما بقدر استدراك ما حصل من قصور وإهمال أيا كان مصدره، فالطفلان اللذان لا يملكان من أمرهما شيئا لا يهمهما سوى الحصول على الرعاية الصحية اللازمة ومساعدتهما على علاج حالتهما سواء في الداخل أو الخارج، لتمكينهما من الحياة بشكل طبيعي، فمشكلتهما تتجاوز القدرة على تناول الطعام إلى القدرة على مواجهة الحياة !